التقى الوفد السوري برئاسة الدكتور هزوان الوز وزير التربية عضو المجلس التنفيذي لليونسكو المديرة العام لليونسكو إيرينا بوكوفا بحضور مساعديها للتربية والعلاقات الخارجية وإعلام الجمهور ومدير مكتب اليونسكو الإقليمي للتربية في الدول العربية/ بيروت صباح السبت 9 /تشرين الثاني/ 2013م خلال مشاركته في أعمال الدورة /37/ للمؤتمر العام لليونسكو، واستهل معاليه الاجتماع بتهنئة المديرة العام على تجديد انتخابها لأربع سنوات قادمة على رأس اليونسكو، منوهاً بموقف الجمهورية العربية السورية الداعم لخطواتها الاصلاحية وسياستها الجديدة للارتقاء بعمل اليونسكو ودفعه باتجاه التركيز وتعميق الفاعلية، فالمنظمة وبفضل جهود السيدة بوكوفا استطاعت أن تحقق مكانة طيبة على مستوى العالم.
وأشار معاليه إلى المؤامرة التي تتعرض لها سورية والأزمة الطارئة التي تمر بها بسبب الدعم والتحريض الخارجي لمجموعات إرهابية تكفيرية مسلحة ممثلة بتنظيم القاعدة وجبهة النصرة، وأكد على أن انطلاقة العام الدراسي حسب الخطة المبرمجة في وزارة التربية يعتبر تحدياً يبين إرادة الحياة والصمود لدى السوريين، وتوجه ما يزيد عن 4 ملايين طالب وطالبة إلى 17000 مدرسة بعد تزويدهم بـ80 مليون نسخة كتاب مدرسي، على الرغم من أن المجموعات الإرهابية التكفيرية المسلحة خربت ودمرت 4000 مدرسة وفرضت نزوح ما يقارب مليون طالب إلى مناطق أخرى وتحويل 1000 مدرسة أخرى إلى مراكز لإيواء المهجرين من مناطقهم. كما رحب بادراج اليونسكو ترشيحي سورية لكل من الفنانين الراحلين فريد الأطرش وسامي الشوا على قائمة الاحتفالات بالذكرى. وبحث السيد الوزير مع معالي المديرة العام مجالات التعاون والمشروعات القائمة مع اليونسكو ونوه بضرورة استمرارها، فضلاً عن تعزيز برامجها لا سيما من خلال المركز الاقليمي لتنمية الطفولة المبكرة (مع وزارة التربية) ومراكز التعلم المجتمعي (مع وزارة الثقافة) ومركز التقويم والقياس (مع وزارة التعليم العالي). وأمل معاليه بأن تكون العلاقات مع المنظمة ومكاتبها الإقليمية في أفضل مستوى وأكد الرغبة في تطويرها وتعميقها دائماً، وتم الاتفاق على تكليف فريق وطني سوري من الجهات المعنية باختصاصات المنظمة، بزيارة مكتب اليونسكو الإقليمي للتربية في الدول العربية – بيروت لبحث أوجه التعاون وتنفيذ البرامج والمشروعات وتنظيم الفعاليات والأنشطة اللازمة، ولفت معاليه إلى الدور الكبير لليونسكو في عملية التنمية، مشيراً إلى ضرورة أن يتم التواصل بين اليونسكو والجهات الوطنية السورية عن طريق اللجنة الوطنية السورية لليونسكو حصراً. واختتم معاليه مؤكداً حرص سورية على التعاون مع اليونسكو وتعميق آفاقه المستقبلية.
بدورها عبرت المديرة العام عن قلقها البالغ إزاء الأوضاع الصعبة التي تمر بها سورية، وعدم تمكن بعض التلاميذ والطلبة من الذهاب إلى مدارسهم، وأشارت إلى المساعدات التي تعمل المنظمة على تقديمها في هذا المجال، كما عبرت عن قلق اليونسكو إزاء ما يلحق بالتراث السوري الإنساني من عمليات تنقيب غير شرعية وتخريب ممنهج وسرقة ونقل للقطع واللقى الأثرية إلى خارج الحدود السورية، وضرورة حشد اليونسكو بعض طاقاتها لدعم حماية التراث السوري، حيث نظمت دورات تدريبية وورش عمل في عمان / الأردن ومقر المنظمة في باريس ولبنان لتبادل الخبرات وتنسيق الجهود في هذا الإطار ضمت المعنيين في المؤسسات الوطنية السورية والانتربول الدولي والمنظمات الدولية المختصة بهذا الشأن، مشيرة إلى الدور الذي قامت به اليونسكو لإطلاق القائمة الحمراء للتراث السوري المهدد بالخطر ومطالبتها مجلس الأمن بالاهتمام بحماية هذا التراث الإنساني على الأراضي السورية.