• 1
    من اجتماع اللجنة الوطنية
     
  • 1
    من اجتماع اللجنة الوطنية
     
  • 1
    دمشق القديمة
     
  • 2
    حلب
     
  • 4
    تدمر
     
  • 3
    بصرى الشام
     
  • 6
    قلعة الحصن
     
كلمة وزارة التربية في الجمهورية العربية السورية خلال المؤتمر الثالث عشر لوزراء التربية والتعليم العرب
"سعادة الأستاذ الدكتور محمد ولد أعمر
معالي الدكتور شكيب بنموسى وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة في المملكة المغربية
أصحاب المعالي السيدات والسادة الوزراء
السيدات والسادة الخبراء والمشاركون
اسمحوا لي بداية أن أشكر معالي الدكتور بنموسى والمملكة المغربية شعباً وقيادة على حفاوة الاستقبال وحسن الضيافة، كما أشكر الدكتور ولد أعمر وطاقم الإليكسو الرائع على دعوتي لحضور المؤتمر والتنظيم المتقن له، ولمن دواعي سعادتي الشخصية أن أكون معكم وبينكم اليوم في هذا المؤتمر الثالث عشر لوزراء التربية والتعليم العرب لأنني أرى من خلال ما يحدث اليوم في العالم من حروب ونزاعات وأوبئة وكوارث أن التربية والتعليم هما الوسيلة الوحيدة التي تستطيع أن تخلق مستقبلاً أفضل للبشرية، وإذا كان للتحول الرقمي في قطاع التعليم بعض الفوائد في تتبع تقدم الطلاب بشكل أسرع وأكثر دقة، والتعلم التعاوني، والمناقشات أو المحاضرات التي تركز على المستقبل، وترشيد الوقت والتكلفة، وتحسين التواصل بين المعلم وأولياء الأمور وبين الطلاب وأقرانهم، فإن له على صعيد الوطن العربي فائدة أهم وهي التمكين للغة العربية لتكون لغة أدبية وعلمية للحوار والنقاش بين الشباب، بعد أن أصبح جيل الشباب العربي اليوم من خلال وسائط التواصل الاجتماعي رهينة مصطلحات غريبة ستضيّع إنتماءهم وهويتهم وتجعلهم عناصر عامة فعّالة في مجتمع العولمة لا تستطيع ولا ترغب أن تخدم مجتمعاتها.
ولمن المؤسف أن تزخر مراكز البحوث العالمية الرقمية بالعلماء الشباب العرب وإبداعاتهم ومساهماتهم المثمرة في تطوير مستقبل العالم الرقمي، في حين تفتقر بلداننا إلى مؤسسات مفتوحة للعلماء الشباب العرب ليطوّروا مفاهيم استثمارية عربية جديدة في العالم الرقمي تدعم اقتصاديات بلادهم وتطور مجتمعاتهم وتحسن حياة أسرهم.
لقد أشار تقرير التنمية البشرية للمنطقة العربية لعام 2022 إلى أن اقتصاد المنطقة انكمش بنحو 4.5 في المئة في عام 2020، حيث شهدت البلدان الهشة والمتأثرة بالصراعات أكبر متوسط للانخفاض بمقدار حوالي 15 في المئة، وعلى الرغم من بعض المؤشرات الإيجابية في نهاية عام 2021، يشير التقرير إلى أنه لم يحدث تعافي خلال عام 2022 نظرًا للتحديات التي تواجه المنطقة، وظل النمو الاقتصادي يمثل تحديًا في ظل متوسط معدل نمو بلغ 5.5 في المئة للمنطقة بأكملها، مدفوعاً بشكل أساسي بأداء البلدان المصدرة للنفط.
ففي عام 2021 ارتفع معدل البطالة ­إلى 12.6 في منطقة الدول العربية، أي أكثر من ضعف المتوسط العالمي البالغ 6.2 في المئة. وكانت معدلات مشاركة الإناث في القوى العاملة من بين أدنى المعدلات في العالم، حيث بلغت 20.3 في المئة في منطقة الدول العربية في عام 2019، وظل معدل بطالة النساء عند 24 في المئة في منطقة الدول العربية، وهو ما لا يزال يماثل ثلاثة إلى أربعة أضعاف المتوسط العالمي، وسجلت المنطقة أعلى معدل للبطالة بين الشباب (ما بين عمر 15 و24) في العالم أجمع، حيث بلغ 28.6٪ وبين الشابات أيضا هو الأعلى في العالم إذ بلغ 49.1 في المئة. وينصح التقرير لتحسين هذه المؤشرات ضرورة تضافر الجهود في أربع مجالات رئيسية للعمل تشمل:
1- بناء اقتصادات متنوعة وتنافسية.
2- تعزيز نظم حوكمة مسؤولة ومستجيبة على أساس حماية حقوق الإنسان.
3- دعم المجتمعات لتشمل الجميع دون تمييز ولتحفظ تماسكها الداخلي.
4- ودفع عجلة التعافي الأخضر في قلب التنمية البشرية المستدامة."
ندرك جميعاً أننا في العصر المفاهيمي الحديث قد تجاوزنا عصر المعلومات، ومن يملك المفاهيم الحديثة يملك المال والقوة، ومستقبل العالم حتماً سيكون بين أيدي الشباب المبدعين في ابتكار الحلول الرقمية والمفاهيم الإبداعية، لذلك آمل أن ندرك أهمية تعاوننا ونستثمر مواردنا البشرية بالصورة الأمثل لنستطيع أن ندخل عصر التحول الرقمي من أوسع أبوابه، ونغير من خلال التربية والتعليم ما حاولنا تغييره في القرون الماضية من خلال الحروب والنزاعات.
السيدات والسادة
آن الأوان أن تنتهي العلاقات الاستغلالية بين شعوب الأرض وأن تعيش شعوب على حساب شعوب أخرى، فشباب وأطفال اليوم في كل أنحاء العالم من حقهم أن يحققوا المواطنة العالمية وأن تسود القيم والمفاهيم الإنسانية جميع المجتمعات بعيداً عن أي تطرف أو تعصب، لتأخذ القيم التربوية دورها في المحافظة على قيم المجتمعات المختلفة وأدوارها وأهميتها، ومنها قيم المجتمعات العربية التي شكلتها المؤسسات التربوية وحافظت عليها لتمثل جزءاً هاماً من التراث الإنساني الثقافي اللامادي المتنوع الذي يشكل الإرث الثقافي الأصيل للإنسانية جمعاء.
لاشك أن الثروات الحقيقية للشعوب هي مواردها البشرية بمهاراتها ومعارفها وتراثها الإنساني الحي وليست ثرواتها الباطنية والطبيعية، وللأسف فهذه الموارد أيضاً بدأت تستنزف وتنضب، فالاستثمار الحقيقي لنا في المستقبل هو في عقول شبابنا المبدع ومهاراته المتنوعة لنكون قادرين على البقاء والمنافسة في عصر التحول الرقمي.
من هنا اسمحوا لي أن أدعو معالي وزراء التربية والتعليم العرب ومنظمة الإليكسو إلى العمل سريعاً على إصلاح النظم التربوية العربية والتوجه السريع للتحول في التعليم بكل مناحيه وتأمين مؤسسات عربية متطورة لرعاية الشباب وردم الفجوة الكبيرة بين المدرسة وسوق الغمل والتركيز على مهارات القرن الواحد والعشرين في التعليم والحياة لنضمن استقرار مواردنا البشرية في أوطانها، وتحافظ على هذه الثروة الهامة التي تتسرب أمام أعيننا.
في الختام أتمنى لمؤتمرنا النجاح بما فيه الخير لمعلمينا وطلابنا وشعوبنا وحكوماتنا وأن نراكم قريباً بدمشق أول عاصمة للعرب، التي اشتاقت لكم كما اشتقتم لها، ومدينة الأبواب السبعة المشرعة لكل المحبين لها، والمحكمة الإغلاق في وجه كل معتد وأثيم، وشكراً لإصغائكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".
 
الألبوم
جميع الحقوق محفوظة © وزارة التربية السورية 2012-2014 - مديرية المعلوماتية